ضمن مشروع Tempus الممول من الاتحاد الأوروبي والهادف إلى بناء القدرات في مجال ال GIS عقدت دار المياه والبيئة دورتين متخصصتين في مجال الهيدرولوجيا والهيدروجيولوجيا بمشاركة عشرين متدربا من القطاع العام والخاص و المؤسسات الأهلية والاكاديمية من ضمنها وسلطة المياه، سلطة جوده البيئة، وزارة الزراعة والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
وقد شملت الدورتان على تطبيقات متنوعة أهمها: توزيع المطر وتحليله، نمذجة الجريان السطحي في الوديان وعلاقته مع المطر، نمذجة انتشار الملوثات بالمياه الجوفية باستخدام ظاهرتي تشتت وتميع الملوثات مثل وصول البنزين والوقود إلى المياه الجوفية، استخدام ال GIS في إنتاج خرائط الحساسية وتطوير خرائط المخاطر والتهديدات التي تفرضها الملوثات على المياه الجوفية بشكل عام.
وذكر الدكتور أمجد عليوي مدير عام دار المياه والبيئة أن هذا التدريب يأتي في سياق المشروع المشترك ما بين جامعات محلية وأوروبية وعلى وجه التحديد معهد الدراسات البيئية والمائية في جامعة بيرزيت، دائرة البيئة وعلوم الأرض في جامعة القدس، جامعة نيوكاسل في بريطانيا وجامعة لند في السويد. وبين أن هذا المشروع يتكون من بندين رئيسيين الأول تطوير مناهج للجامعات الفلسطينية في مجال ال GIS لطلبة البكالوريوس والماجستير والثاني برنامج بناء قدرات عبر عقد عدد من الدورات التدريبية في ال GIS تنفذها دار المياه والبيئة لصالح المؤسسات المحلية الفلسطينية عن طريق مشاركة كادرها في الدورات. وأضاف أن المختبر التطبيقي الذي افتتحته دار المياه والبيئة في آب من العام الماضي سيواصل عمله لرفد قطاعات المياه والبيئة ببرامج بناء قدرات تكسبهم مزيدا من الخبرات في المجال.
وأوضح د.عليوي أن المادة التدريبية للدورات التي نفذتها دار المياه والبيئة من خلال برنامج تمبوس الأوروبي كان قد تم تطويرها وبناؤها بالتعاون مع جامعة نيوكاسل البريطانية وجامعة لند السويدية وذلك عبر عدد من الزيارات المهنية للمدربين الأساسيين للدورات المهندسة جمانة أبو سعدة والمهندس جمال زيتاوي.
من جانبها أكدت المهندسة أبو سعدة منسقة البرنامج أن دار المياه والبيئة نفذت حتى الآن ست دورات حضرها ما يزيد عن ستين متدربا وقد كانت الدورة الأولى للمبتدئين والثانية تطبيقية في مجال البيئة والمياه والثالثة والرابعة في مجال التخطيط.
أما الدورتان اللتان يجري تنفيذهما حاليا في مجالي الهيدرولوجيا والهيدروجيولوجيا فقد جاءتا بناء على تحليل نتائج الاستبيان الذي وزع في بداية مشروع تمبوس من العام الماضي للوقوف على المواضيع والعناصر التي يتطلب فيها بناء قدرات على المستوى المحلي. وقد أشادت أبو سعدة بالتنسيق المستمر ما بين الجامعات الأوروبية والمحلية المشاركة في المشروع من جانب ودار المياه والبيئة من الجانب الآخر والذي يصب في النهاية في بناء برامج تدريب متطورة ومتخصصة تستهدف القطاعات المحلية المختلفة. كما نوهت أن هناك دورة متخصصة يجري التحضير لها في مجال استخدام ال GIS في إدارة شبكات المياه ستعقد في تشرين الاول القادم.
وأشار المهندس جمال زيتاوي المختص في نظم المعلومات GIS إلى أن التدريب الذي يحتوي على مواضيع تطبيقية متقدمة في مجال ال GIS هو احتياج حقيقي للقطاع العام والخاص والمؤسسات الأهلية والأكاديمية مما يدفع باتجاه الاستفادة من المزايا التي تقدمها بيئة برمجيات ال GIS في التحليل والأبحاث وبالتالي تقديم حلول متكاملة لمختلف التحديات التي تواجه كثير من القطاعات والمؤسسات في ميدان العمل.
