مستودع مركزي للبيانات الجغرافية
نظام المعلومات الجغرافية ( GIS ) نظام تكاملي بين الحاسب الآلي والبرمجيات والبيانات لعرض وتحليل جميع أشكال المعلومات المتصلة بالمكان , وينتج عن هذا النظام خرائط ذكية تُظهر ملامح ومزايا العلاقات على سطح الأرض وتدعم الاستعلام والتحليل وتوفر قدرات عالية على إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل وتسمح بوضع تصورات خاصة للبيانات بطرق متعددة للكشف عن العلاقات والأنماط والاتجاهات بين المعلومة والمكان .
وقد اتخذت العديد من الجهات سواء على مستوى القطاع الحكومي أو القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية إجراءات مختلفة المستويات لبناء نظام المعلومات الجغرافي الخاص بكل جهة على حده واختلفت في هذا المجال درجات الاستفادة من هذه الأنظمة ولكنها حتى الآن لم تصل إلى مراحل متقدمة من التحليل واستخدام التقنيات المتخصصة لإيجاد الدمج الديناميكي بين البيانات المختلفة وتكوين نهج تعاوني بين مختلف مصادر البيانات للوصول إلى مرحلة المعرفة الجماعية ووضع الحلول المناسبة في الوقت المناسب .
التلوث البيئي ومشاكل الإسكان وتوزيع الخدمات التعليمية والصحية والعلاقات الاجتماعية والتفكك الأسري وقضايا معدلات الجريمة والاختناقات المرورية والمشاكل الصحية والفقر وعدد كبير من المشاكل الأخرى تحتاج إلى حلول مناسبة للمساعدة في التحرك نحو مستقبل أفضل يضمن حياة أفضل لنا وللأجيال القادمة .
إن فكرة إنشاء مستودع مركزي للبيانات الجغرافية التي لها علاقة بكافة أنظمة المدن المعقدة والمرتبطة مكانياً سيحقق المعرفة الجماعية والاستفادة من التقنيات التحليلية لتطوير نماذج محاكاة للواقع ونماذج تنبؤ للمستقبل وتحليل التفاعل المحتمل بين مختلف العوامل والاقتراب الأكثر من فهم حقيقي لكيفية التغييرات الديناميكية في العقود المقبلة , كما يمكن تصميم واختبار البدائل المختلفة لاتخاذ قرارات أكثر ثقافة واطلاع , حول مستقبل أفضل .
المستودع المركزي للبيانات الجغرافية يُعتبر البنية التحتية للاستثمار في نظم المعلومات الجغرافية بمشاركة كافة القطاعات الحكومية والخاصة ذات العلاقة , ولتفعيل هذا النهج التعاوني والحاجة إلى نمو الشراكات وتوفير إطار تقاسم البيانات لابد من إعداد خطط لآليات تدفق البيانات للمستودع وكذلك إعداد منهجيات دمج البيانات ومستويات التفاعل والمشاركة لكافة المساهمين في إنشاء المستودع المركزي واعتماد مناهج وأدوات التحليل للوصول إلى تكامل المخرجات واستفادة كافة القطاعات من هذه المخرجات .
وحيث لا يمكن الاستفادة الكاملة من ثروة البيانات الموجودة لدينا إلا بدمجها في نظام واحد من مجموعة متنوعة المصادر فإنه لابد كذلك من الاستفادة من التقنيات والبرمجيات الخاصة بالتحليل وبناء النماذج وإجراء اختبارات البدائل لإيجاد التوازن الدقيق بين التأثيرات المحتملة ورسم خطط السيطرة وتصميم المستقبل , إن المهمة ضخمة ولكن أعتقد أنه ليس هناك خيار آخر .