الرئيسية

مصر: خرائط رقمية لقرى صعيد مصر

جرى توقيع بروتوكول تعاون بين «مصر الخير» (إحدى مؤسسات المجتمع المدني)، من جهة، والمجلس القومي للسكان من الجهة الأخرى، لصنع خرائط رقمية تتضمن قاعدة بيانات إلكترونية ونُظُم معلومات جغرافية. تشمل هذه الخرائط الرقمية1030 قرية تعتبر الأفقر في صعيد مصر. وتصل كلفتها إلى 7،5 مليون جنيه. وتتضمن معلومات عن عدد السكان ومستوى التعليم والأوضاع الاقتصادية والخدمات المتوافرة لديهم، والخدمات الأساسية المفتقدة، إضافة إلى حصر أعداد العاطلين من العمل. وتضمّنت جهود صنع هذه الخرائط المثقلة بالمعلومات، توليف استمارة استبيان من النوع المستخدم في النُظُم الرقمية، فيها صفحة مستقلة عن الخدمات الصحية، ترصد زواج الأقارب ومدى وجود أمراض وراثية يتناقلونها، إضافة إلى معلومات عن مرض السكري والتهاب الكبد الفيروسي بنوعيه «بي» و»سي».

ومن المتوقع أن تجرى الاستفادة من هذه البيانات في التعرّف بدقة إلى أعداد المصابين بالأمراض المزمنة والوراثية في تلك القرى.

وفي هذا الصدد، أوضح الشيخ الدكتور علي جمعة، مفتي مصر ورئيس مجلس أمناء «مصر الخير»، أن هذه الخرائط الرقمية تهدف إلى مكافحة الفقر وتيسير الوصول للأسر المُعدمة وتيسير سُبُل التكافل الاجتماعي. وأشار إلى أن المؤسسة «اتّخذت خطوة أساسية للنهوض بالشرائح الأشد فقراً داخل المجتمع المصري، ببناء قاعدة بيانات جغرافية إحصائية تساعد بشكل مباشر في تقويم حال الأسر الفقيرة في الصعيد، اقتصادياً واجتماعياً». ولفت إلى أن المشروع يوفر ألفي فرصة عمل للشباب في محافظة المنيا التي تتوسط صعيد مصر. ومن الممكن أن يصل هذا العدد إلى 6 آلاف، عبر تعميم المشروع على 1030 قرية في الصعيد.

وتغتني قواعد البيانات من طريق بحوث ميدانية تجريها فرق من الشباب. وأضاف أن المشروع يضع نصب أعينه أن يشمل على المدى الطويل، قرى مصر كافة التي تبلغ 4500 قرية. وذكر جمعة أن معلومات قواعد البيانات قابلة للاسترجاع، كما أنها ستكون متاحة للحكومة ومؤسسات المجتمع المدني والمصريين في الخارج وكل من يريد أن يقدم خدمات تنموية للمجتمع المصري.

في السياق عينه، أكّد مرجع حكومي سابق شارك في إطلاق هذه الخرائط الرقمية، أن التخطيط العلمي الجيّد أساس التقدّم في هذا المشروع، ما يتطلب ضرورة معرفة المعلومات المتعلّقة بالمناطق والقرى التي جرى العزم على تطويرها مستقبلاً. وذكّر المرجع بأن المرحلة السابقة شهدت إنشاء 2000 وحدة صحية، فيما العدد الإجمالي المطلوب لتغطية محافظات مصر كافة هو 5200 وحدة. وتساعد الخرائط الرقمية في صنع قاعدة بيانات تحتوي على تسجيل دقيق للأمراض، وهو أمر أساسي عند التخطيط للخدمات الصحية والبحوث العلمية.

وبسطت الدكتورة أميمة إدريس رئيسة «المجلس القومي المصري للسكان» أهمية هذه الخرائط الرقمية، بالإشارة إلى إن نسبة الأمية في مصر تصل إلى 40 في المئة، في حين تبلغ نسبة البطالة 10 في المئة، مع ملاحظة أن هذه الأرقام تتفاوت بين منطقة وأخرى.

واختار محسن محجوب أمين صندوق مؤسسة «مصر الخير» الحديث عن الخرائط الرقمية للصعيد من زاوية علاقتها مع التنمية، إذ «تساعد قاعدة البيانات الإلكترونية في توفير فرص عمل لشباب صعيد مصر وفتياته، وترفع مهاراتهم، وتضمن تنفيذ مشاريع «مصر الخير» بأسلوب علمي دقيق». ويضمن هذا تحقيق التنمية فعلياً داخل القرى الأكثر فقراً، وإتاحة البيانات للشركاء في التنمية، وشدّ أزر الباحثين وصناع القرار والجهات المعنية بتنمية المجتمع.

وأوضح محجوب أن نظام معلومات «مصر الخير» للوصول إلى الأسر في القرى الأكثر فقراً، يعتمد على ربط إحصاءات عن الحال الاقتصادية والاجتماعية للأسر من جهة، وموقع عيشها من الجهة الثانية، باستخدام هذه الخرائط الرقمية. وبقول آخر، تجمع المعلومات الرئيسية كافة عن القرية مثل الأعمار والوظيفة والنوع والتعليم والسن والدخل والحال الاجتماعية ومشاكل القرية وغيرها، في مشهد بصري- جغرافي موحّد.

وبيّن محجوب أن النظام الإلكتروني يُقدّم صورة مُكثّفة عن الخدمات العامة ومؤسسات المجتمع المدني في القرى التي يجري مسحها. وكذلك الحال بالنسبة لربط البيانات عن الخدمات والمؤسسات ومعطيات المجتمع المدني، ومدلولاتها جغرافياً ومعلوماتياً على الخريطة الرقمية. وأبدى «المجلس القومي المصري للسكان» استعداده لتغطية تكاليف طباعة مليون استمارة استبيان للأسر التي تعيش في القرى التي يشملها المشروع.

old_id: 
347
news_image: